تكثر في شهر رمضان المسلسلات والانتاجات الفنية التي تدعو للتعجب والاستغراب، فقد ترتسم علامات التعجب من فرط الإبداع الذي نتابعه في عمل ما لما يتميّز من إحكام للحبكة وتوافر العناصرة فيه، أو نُدهش أحياناً من سوء ما يعرض. لذلك تصحبكم زاوية «عجائب رمضانية» طوال أيام الشهر الفضيل لرصد ما يعرض من برامج ومسلسلات وفوازير ومسابقات على مختلف الشاشات المحلية والفضائية:
فنانون تظهر «بطولاتهم»
أمام الكاميرات
في خضم الأحداث التي يعيشها العالم العربي ظهر الكثير من قوائم «الشرف» و«العار» للفنانين العرب، فكانت المواقف واضحة حول من يقف مع النظام أو مع الشعب. ولكن مع حلول الموسم الرمضاني ارتدى بعض الفنانين قناع الوطنية والثورة فخرجوا وهم ينددون بفساد الأنظمة ويطالبون باسقاطها، فمطرب الجيل تامر حسني اختار لعب دور الشاب الثوري الذي يتعرض لأنواع الظلم والاضطهاد كافة من جهاز الأمن المصري، ومع ذلك يظل متمسكاً بمبادئه ولا يخضع للفساد، فأين كانت تلك الوطنية عندما خرج وهو يندد بالمتظاهرين في ميدان التحرير؟
وكان المشهد الأشد غرابة هو لمتتبعي الدراما السورية وتحديدا الأعمال ذات الاسقاطات السياسية، ففي حين يقتل الشعب السوري على أيدي النظام ووسط حالة الصمت المخيمة على ضمائر معظم الفنانين السوريين، نجد الكثير من هؤلاء اختاروا لعب أدوار الرافضين للظلم والاستبداد القهري، فسلاف فواخرجي خرجت في مسلسل «الولادة من الخاصرة» بدور المحاربة للظلم والرافضة بل إنها تتعرض للتعذيب بسبب مبادئها وأفكارها... لكن بعيداً عن الكاميرات نرى فواخرجي تغمض عينيها عن المجازر الواقعة في سورية وتقوم بعمل أغنية يؤديها ابنها حمزة مؤيدة لنظام الأسد قلبا وقالباً... فهل البطوله تكون عواقبها محسوبة أكثر في بلاتوهات التصوير؟!
ركوب الموجة
ومع وجود هذه النماذج الفنية التي أسقطت أقنعتها بعد أخذت جانب السلطة أو ضده، كانت هناك شريحة راكبي الموجة الثورية وهم الفئة الصامتة والغائبة التي لم تدلي بأي مواقف مع النظام أو ضده أمثال يوسف الشريف، محمود عبدالمغني، امير كرارة، عمرو سعد وآخرين ظهروا بمسلسلات تؤيد الثورة وتقف ضد الأنظمة الحاكمة الفاسدة ونتابعهم وهم يتقنون أدوارهم بالمناداة بالعدالة ووقف الاستبداد ونحن نتساءل أين كانت هذه الوطنية عندما كان الناس بحاجة إليها...؟
معايير «الكشخة»
لم يخلُ الموسم من الأعمال الاستعراضية - ليس بالمقاييس الفنية - بل بمعايير «الكشخة» التي اعتدنا متابعتها في الدراما الخليجية والتي تتجسد أبهى صورها في مسلسل «هوامير الصحراء» الذي يقدم لنا عرضا لثراء المترف بصورة مستمرة من خلال المنازل التي يتم التصوير فيها، والملابس المبالغ فيها للفنانات المشاركات وكل هذا يقدم للمشاهد بصورة مقحمة وبعيدة عن السياق الدرامي المنطقي للأحداث...!
بين العمق... و«الاستخفاف»
رغم وجود أعمال عميقة المضمون والتي قدمها صانعوها تحت اعتبارات وطنية حقيقية، لم تخلُ الدراما الرمضانية من أعمال استخفت بعقول المشاهدين، فمسلسل «كيد النسا» يتناول موضوع تعدد الزوجات وما يحدث بين «الضراير» من مواقف تأخذ طابعا كوميديا وتلعب على وتر المكائد التي يحب المشاهد العربي متابعتها وحققت نجاحات لأنها تلعب على وتر الشعبية، كما حضرت الأعمال ذات الطابع «الإغرائي» في مسلسل «سمارة» الذي يقدم وجبة دسمة من الرقصات والملابس المثيرة للفنانة غادة عبدالرازق التي «وُظفت في سياق درامي» على ذمة القائمين على العمل...!